الأحد، 27 مارس 2011

تأملات في سورة الفاتحة

تأملات في سورة الفاتحة

هذا مقال اعرض فيها تأملاتي بسورة الفاتحة وهو ليس تفسير لها وهنا لن اتكلم عن ميزات سورة الفاتحة لانكم سوف تجدونها في العديد من الكتب ولكني كلما قرأتها كنت اتسائل لماذا لا تصح صلاة المسلم بدونها؟. ولماذا لها هذه الاسماء العديده؟. ولماذا وضعت في أول سور القرآن؟. وبدأت اتأمل كلما قراءتها اقول أين معاني القرآن التي شملتها هذه السورة حسب قول العلماء.
اقراء معي ايات السورة اولا.

{{{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) }}}

في أولها يقول الحق سبحانه وتعال
ى (الحمد لله رب العالمين) : هنا الحمد اوسع واكمل من الشكر، لكون الله هو رب العالمين كانوا مسلمين او غير مسلمين او من أي عالم كانوا وعليكم تصنيف العوالم. هذا الحمد ميز المسلمين عن غيرهم فكل الديانات تعترف بان ربها لها وحدها، الا المسلمين فعلى الرغم من انهم المسلمين يعترفوا بان غير المسلمين ليس منهم ولكن ربهم هو رب الجميع يحفظ الجميع ويرزق الجميع بمسلمات معروفة وغير معروفة ويجيب جميع المضطرين كانوا مسلمين او غير مسلمين. وهنا اقول من حمد عرف المعنى وعليه التطبيق. والحمد لله لم يكن ربنا صنما فنعبده كما يفعل الجاهلون والحمد لله ان ربنا له الاسماء الحسنى والصفات العلى التي لا تنفر منها العقول السليمه.

(الرحمن الرحيم) : وهنا تعريف بالرب انه الرحمن الرحيم ويمكن الاستدلال على ذلك بانه رب العالمين من امنه لمن امن ومن لم يؤمن، فهو يحفظهم وزرقهم ويستجيب لمضطرهم، والايات في خلقه كثيره تدل على انه الرحمن الرحيم وعلى من لا يؤمن أن يقرأ ما استكشفه العلم من دقة خلقة ورحمته بهم. وهنا يجدر بنا البحث والعمل حتى نتمكن من معرفته من خلال بناء الدنيا ليعرف من لا يؤمن به كيف حال المؤمنين به.

(مالك يوم الدين) : وهذا تعريف اخر له حيث انه وحده مالك يوم الحساب لذلك نرجع ونحمدة في الاية الاولى(الحمد لله رب العالمين) انه مالك يوم الدين حتى ننطلق دون خوف في سعينا في ملكوت السموات بعقل متفتح وروح متفائله بعطائه، بطريق لم تحدد فيه السرعة لنا، هذا الطريق واضح وممهد، والارشادات في موضعها الصحيح سرعتنا على هذا الطريق حددتها الاية التالية في سورة البقرة " لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا " حتى لا نعجز. ونحن هنا نتذكر ايضا قوله في الأية الثانية انه سبحانه (الرحمن الرحيم) لنتوازن في هذا السعي دون إخلالٍ بما امر به.

(إياك نعبد وإياك نستعين) : فبعد هذا الحمد وهذا التعريف لرب العالمين من خلال ذكر أخص اسمائه سبحانه وتعالى في هذا المقام، وبعد تلخيص المأل له وحده، كان على كل عاقل ان يخضع ويقر بأنه سوف يعبده وحده وانه يستعين به وحده لكونه هو الرب الذي أمكن الاستدلال عليه من خلال هذا الاسماء التي ذكرها ومن خلال مشاهدتنا لجميع الخلق وهم يذهبون له وحده ولا احد يتأخر منهم وان كان يملك ما يملك. وهنا اللذه التي ما وصل لها إلا قليل من الناس ،وهي عبادة الله ليس طمعا في جنة وليس خوفا من نار فحسب بل عبادة الرب الخالق الذي انفرد بالخلق هو الذي يدفع الخلق لذلك وان كانت طبيعة الانسان تحتاج الترغيب والتخويف.

(اهدنا الصراط المستقيم) : ان اول استعانه في حركتنا في هذه الدنيا يجب ان تكون بطلب من هذا الرب هي ان يهدينا الى الصراط المستقيم، لهذا يجب ان تنصب اسراتجياتنا دائما، وقد فعل حيث وضح لنا الله عز وجل وبشكل مباشر هذا الطريق حيث اشار الى امتين سبقتنا حيث كان لكل واحده منها منهج تتعاطى معه وهو اول توفيق له لنا للهداية، من هنا كان علينا دراست نهج هتين الامتين ليتضح لنا أكثر طريق السالكين لأياك نعبد واياك نستعين وهذا الطريق متعامد على كلا الطريقين.

(صراط الذين أنعمت عليهم) : وهنا يقول لنا وبشكل واضح ان صراطي في كل الامم التي سبقتكم فبنوا على ما صححت منه فأنتم منهم وهم منكم الا ما استثنيت من افعالهم واقوالهم فخذوها عبرة وحجة فصوابهم يدل على اتباعهم واخطائهم التي اراد الله لنا تجنبها تدل على بشريتهم يعتريكم ما اعترهم فهم بشر فثبتوا كما ثبتوا وسلكوا ماسلكوا لتتعافوا من ما اصابوا ولا تنسوا (إياك نعبد وإياك نستعين) ولا تنسوا المصير وبأنه هو(مالك يوم الدين).

(غير المغضوب عليهم) : فيا سبحان الله كم ان الله كريم وفضله على المؤمنين كبير وكما ذكر انه (الرحمن الرحيم) واليكم التفصيل لهذاالطريق فقال أياكم من المغضوب عليهم لقد جائهم العلم بتفاصيله ولكنهم ابو وصموا عن ما جائهم حسدا من عند انفسهم يريدون ان يعلموا الله اين يضع رسالته، ان جميع من وصل لهم العلم ولم يعملوا بما جائهم فهم من المغضوب عليهم كانوا امة واحده هم منذ ان خلق الله الارض الى ان ياتي يوم الدين وان تمثلت بامة اليهود ولكنها اوسع وان لم يسموا باليهود، ان كل من يعلم العلم ولا يعمل به ينتمي الى هذه الامة المغضوب عليها كان فردا او جماعات.
(ولا الضالين) : فيا سبحان الله ما ارحمك بنا وبالبشر حيث اوضحت طريق السالكي طريق اياك نعبد واياك نستعين ، حيث اشرت الى امة اخرى معاكسه للأمة الاولى وهذه الامة لها صفة كثرة العمل ولكنها لا تعلم من العلم شيء خاصة في امور الدين، انها امة تعمل بجهل وهي تسلك هذا الطريق رغم ذلك فيه دؤبه في اعمالها وسخرت كل شيء لذلك، وان سميت بامة النصارى ولكن كل من يعمل مثلهم مدعيا انه يدعو الى رب بدون علم منه وان لم يصنف من النصارى فهو منهم عملا وان لم يعتقد بذلك.

ولكي تعرف ان هذه الرسالة من الرحمن الرحيم يجب ان تطابق هذه الايات المقرؤة مع الايات المشهودة لان الخالق واحد سبحانه ومنزل هذه الأيات هو الوحد سبحانه.

نعم انها سورة تلخص معاني القرآن الكريم فهي تعريف بالله ليحمد وتوضيح صفاته ليطمئن البشر على حالهم في الدنيا ومئالهم في الاخرة له وحدة لينزع الخوف من الصدور كما انها تشير الى هدايه الرب للبشر ليتفائلوا في سعيهم في هذا الطريقة كما وضحت طريق السالكي بين سير الامم السابقة.
وقبل الختام الاية الاولى من هذه السورة (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) يجب ان يكون لي معنا تأمل خاص وطويل لاسباب عديده سوف اذكرها ان شاء الله في وقتها.

وفي الختام هنا اقول والله اعلم ان امة الصراط المستقيم التي انعم الله عليها منذ ادم عليه السلام وحتى يرجع الخلق اليه وذلك يوم الدين: هي الامة التي تعلم وتعمل بما تعلم اي وقافة عند حدود الله وشرعة وعند كل ما تكتشفة الانسانية في حركتها في الحياة وهو لا يخالف هذا الشرع، وهي لا تحدث في هذا الدين ما ليس فيه وان احدثت بوجودها على الارض ما يعمرها خلافتا لله في ارضه، ولهذه الامة ميزة انها تدعو بعملها قبل قولها لهذا الرب الرحمن الرحيم بدون خوف ولا تعب وبروح وهي فرحه لما عند الله متفاءله بان الله سوف يعينها في هذه الدعوه لانها تقوم بما امر على الارض ولا حدود لعملها كانت نائمة او جالسه كانت تأكل او تتخلى، كانت تتاجر او ترعى حقوق الخلق، كانت صامته او تتحدث ، كانت في محرابها او في مصنعها.

اذا السورة فيها البداية
هو الاول
وفيها النهاية
هو الاخر
وفيها الطريق
تحفه الرحمه منه
وفيه التوفيه والتوضيح لهذا الطريق
وفيه صفات امة الصراط المستقيم
علم وعمل
تتميز عن امة اليهود - علم دون علم وهي الامة التي لا يدخلها احد
وتتميز عن امة النصارى - عمل بدون علم يدخلها كل من قال ان عيسى هو الرب
فيا سبحان الله
هذا مجرد تأمل
واستغفر الله

ليست هناك تعليقات: